جَــــدّد حـــيـــاتــــــك بالـقـــــــــــــــــــــــرآن
اجبر ضعفك بربك.. كيف يكون ضعفك طريقا لزيادة قوتك؟
إذن تقرب من الله القوي، ولا تبتعد عن الله، لا تطلب القوة من إنسان ضعيف مثلك، ولكن اطلب القوة من الحي القيوم الذي لا يموت ولا ينام ولا يضعف ولا يعجز ولا يغيب ولا يفتقر، سبحانه وتعالى.
محمد عبدالمنعم
11/10/20251 دقيقة قراءة


اجبر ضعفك بربك.. كيف يكون ضعفك طريقا لزيادة قوتك؟
اعلم أن ضعفك ملازم لك، ويحيط بك في (قوتك، بنيتك، مالك، صبرك، تحملك، علمك، إرادتك)، أي أن الضعف صفة ملازمة لك، وأوضح الله هذه الحقيقة في قوله تعالى: "وخُلق الإنسان ضعيفا".
ولكن هل من دواء للضعف؟ وكيف يصبح الإنسان قويا في هذه الحياة؟
نعم لقد خُلق الإنسان ضعيفا، ولكن ضعفه هو وسيلة يتقرب بها إلى ربه، ويصل بها إليه، فيعلم جانبا من قوة الله وعظمته، فيلجأ إلى الله، ويتقوى بالله، ويستغني بالله، ويثبت على طريق الله، فيمده الله بالقوة وأسبابها من صبر وصمود وثبات وقوة احتمال وعدم يأس. وبذلك يمكن أن يكون ضعف الإنسان سببا للحصول على القوة وأسبابها.
نعم لقد خُلق الإنسان ضعيفا، وذلك ليعلم الإنسان حقيقة نفسه ويتعامل مع هذه الحقيقة ويتحرك على أساسها ووفق قوانينها في الحياة، فلا يركن إلى ضعيف مثله، وإنما يركن إلى الله ويحتمي به ويلجأ إليه ويتوكل عليه حق التوكل.
كل إنسان عنده نقاط قوة ونقاط ضعف، وحتى مهما كانت نقطة قوتك في عضلاتك أو أموالك أو شهاداتك أو علاقاتك أو غيرها، فهذا لا يلغي حقيقة أنك ضعيف، ضعيف في المجمل، فأنت ضعيف أمام فيروس صغير، وأمام حرارة الشمس، وأمام برودة الهواء، وأمام الشهوات، وأمام لحظة الغضب، وأمام عجزك عن تحقيق أحلامك وتحقيق أهدافك، وأن الدنيا لا تسير على هواك ولا مزاجك.
والحال هكذا ماذا نفعل؟ الحل هو أن نبحث عن القوة الحقيقية، أن تقويّ نفسك بالركون إلى الركن الشديد، يعني أن تتوكل على الله القوي المتين الذي هو على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
كيف أتقوى بالله؟
الحل يأتي عن طريق إصلاح ثلاثة أمور: (القلب واللسان والجوارح)، ملخصها فيما يأتي:
1 – أصلح قلبك
2 - حرّك لسانك
3 – أعمِل جوارك
أصلح قلبك: تطهير وتزكية، تخلية وتحلية
1 – طهر قلبك من الكبر والغرور، الغرور الخادع الذي يخدعك ويصور لك أنك مركز الكون وأهم واحد وأحسن واحد وأذكى واحد، وأنك مسيطر على الأمور، وإن كل الأمور تحت السيطرة، وإنك انت اللي فاهم الدنيا ماشية ازاي، (وتأكد بأن القبور مليئة بأناس ظنوا أن الدنيا لا تسير بدونهم).
2 – إيمانك بضعفك (أن تعلم وتدرك وتعترف أنك ضعيف، لا تكابر وتعاند وتغتر) يدفعك لمعرفة ربك القوي، وتلجأ إليه وتحتمي به وتستجير به وتستعين به وتتوكل عليه. إذن تقرب من الله القوي، ولا تبتعد عن الله، لا تطلب القوة من إنسان ضعيف مثلك، من إنسان كتب عليه المرض والموت والعجز والفقر والجهل والظلم، ولكن اطلب القوة من الحي القيوم الذي لا يموت ولا ينام ولا يضعف ولا يعجز ولا يغيب ولا يفتقر، سبحانه وتعالى.
3 – كن على يقين أنه لا تحول من حال إلا حال، ولا قوة لك على شيء إلا بالله القوي الجليل.
4 - علمك بضعفك يدفعك للرضا بأقدار الله، وبأحكامه الشرعية التي خفف فيها عنك.
بعد امتلاك القوة النفسية، والقوة الإيمانية، والقوة القلبية، لا بد من ترجمتها إلى مظاهر قوة عملية، قوة واقعية في أرض الواقع.. بعمل ينقلك وينقل حالك من الضعف إلى القوة،
حرك لسانك:
1 - ادعُ الله باسمه القوي في كل أحوالك.
2 - أكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فهي كنز من كنوز الجنة، ومعناها ألا تحول من حال إلى حال، ولا قوة لنا على هذا التحول إلا بمعونة الله وقدرته وتوفيقه.
3 - كثرة الاستغفار والتوبة
يقول الله تعالى على لسان هود عليه السلام: (ويا قوم استغفوا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين)
يقول الله تعالى على لسان نوح عليه السلام: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا)
4 - قل: "قدر الله وما شاء فعل" لو لم يتيسر لك فعل ما خططت له وعزمت عليه، ولا تيأس ولا تحزن.
5 - توكل على الله في أمورك كلها وأكثر من قول: "حسبي الله ونعم الوكيل"، وقل "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم".
أعْمِل جوارحك
1 - اعمل بالطاعات، واشغل نفسك بعمل الصالحات، واعلم – رعاك الله – أنه على قدر قوتك في الطاعة تكون محبة الله جل جلاله لك فأكثر من الطاعات.
2 - اشكر نعمة الله عز وجل عليك بإعانة غيرك من الضعفاء وبإغاثة الملهوفين بقوتك المادية (المالية والبدنية) والمعنوية (الكلمة الطيبة - النصيحة - التعليم - التربية - الإرشاد - المواساة). لأنك بذلك تستمد قوة الله وعونه لك (والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)
3 - التوكل: إذا عزمت على خير فتوكل على الله جل جلاله، ولا تسوف ولا تتردد، ولكن استعن بالله وتوكل عليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا.
4- الاعتصام بالله: يقول الله تعالى في ختام سورة الحج: (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم نعم المولى ونعم النصير)
وهذا يُظهر أن الاعتصام باالله من أهم أسباب ومصادر القوة عند المؤمن ، فنحن المؤمنين لا ملجأ لنا ولا ملاذ إلا بأن نعتصم بجناب االله القوي ، وذلك بالشعور والاعتقاد القلبي بأن االله معنا ومصاحبنا في سيرنا في هذه الحياة الدنيا حتى يعيننا على عبادته وعلى مواجهة أعبـاء الحيـاة بشتى ألوانها وصورها . قال ابن عاشور : " اجعلوا االله ملجأكم ومنجاكم" لا ملجأ ولا منجى إلا إلى الله"
5 - الاجتماع والوحدة وعدم التفرق
يقول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
يقول الله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)
وقديما قال الشاعر:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى خطب ولا تفرقوا أفرادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا.. وإذا افترقن تكسرت آحادا
6 - الشورى والأخذ برأي العلماء وأهل الخبرة وأهل الاختصاص
قال الله تعالى: (وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)
7 - الصبر والتقوى:
يقول الله تعالى: (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)
يقول ابن القيم رحمه الله: كل مقامات الدين مرتبطة بالصبر من أولها إلى آخرها.
وكل الفضائل وكل الأخلاق الطيبة وكل نجاح في الدنيا وكل فلاح في الآخرة يحتاج إلى "الصبر"
8 - الإعداد للقوة الرادعة.. التي تردع أعداء الأمة وتمنعهم من العدوان على المسلمين
يقول الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)
فالقوة لا تأتي من الفراغ والتمني وإنما تأتي من عند الله أولا، ثم من الإعداد الذي أمرنا الله به
وهذا يستوجب على الأمة أن تعد العدة والقوة الإيمانية والعلمية، والمادية والمعنوية، والاقتصادية والعسكرية لحماية البلاد والعباد ولحماية الدين والأمة.. وللتصدي لأعداء الله في الأرض
تعلم معنا
انطلق معنا في رحلتك لتعلم القرآن الكريم واللغة العربية
تواصل معنا
انضم إلى مجتمعنا التعليمي:
info@quranandlife.net
+20 1113304698
Copyright © 2024 Quran and life
